في عام 2023، أبرمت كندا اتفاقًا مع الولايات المتحدة يهدف إلى الحد من تدفق طالبي اللجوء القادمين من الولايات المتحدة إلى كندا.
ونص الاتفاق على إعادة أي شخص يعبر الحدود البرية غير الرسمية بين البلدين إلى الولايات المتحدة.
في البداية، أدى الاتفاق إلى انخفاض كبير في عدد الأشخاص الذين تم القبض عليهم عند المعابر غير الرسمية، حيث انخفض إلى أرقام مزدوجة في أشهر أبريل إلى يوليو من 4173 في مارس.
إلا أنه عاد للارتفاع، حيث ارتفع إجمالي عدد طلبات اللجوء المقدمة إلى كندا في يوليو إلى 12,010، وهو أعلى إجمالي شهري على الأقل منذ يناير 2017.
يرجع هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، منها:
- زيادة عدد الأشخاص الذين يقدمون طلبات لجوء في المطارات أو مكاتب الهجرة المحلية.
- قيود السفر في الولايات المتحدة التي تجعل من الصعب على طالبي اللجوء الوصول إلى كندا عبر البر.
- سمعة كندا كوجهة آمنة لطالبي اللجوء.
اللاجئون جواً
في يوليو 2023، قدمت أكثر من ثلثي جميع طلبات اللجوء في كندا من خلال المطارات أو مكاتب الهجرة المحلية.
هذا يمثل زيادة كبيرة مقارنة بأرقام مارس، عندما قدم أقل من ربع جميع الطلبات من خلال هذه الطرق.
يرجع هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، منها:
- صعوبة إغلاق الحدود أمام الأشخاص المائسين.
- سهولة السفر الجوي مقارنة بالسفر البري.
اللاجئون عبر الحدود البرية
على الرغم من توسيع الاتفاق مع الولايات المتحدة، لا يزال من الممكن لطالبي اللجوء الوصول إلى كندا عبر الحدود البرية غير الرسمية.
يلجأ العديد منهم إلى التسلل عبر الحدود والاختباء حتى يتمكنوا من تقديم طلب لجوء بدون خوف من إعادتهم.
تحديات الاستقبال
يواجه نظام اللجوء الكندي تحديًا في التعامل مع هذا التدفق المتزايد لطالبي اللجوء.
ففي تورونتو، نام المئات من طالبي اللجوء في الشوارع هذا الصيف وهم يكافحون لإيجاد أسرة.
قالت شونا لابمان، أستاذة مشاركة ومديرة البرنامج لحقوق الإنسان في جامعة وينيبيغ: “الواقع الأساسي هو أن إغلاق الحدود لا يفعل شيئًا لحل حاجة الحماية”. “إنه يزيد فقط من اليأس”.
وأضافت أن كندا ترحب لاستقبال المهاجرين، و تسعى لتحقيق رقم قياسي بمقدار نصف مليون مقيم دائم جديد بحلول عام 2025 لمعالجة نقص العمالة القوي.
والجدير بذكره، أن كندا تواجه تحديًا صعبًا في التعامل مع التدفق المتزايد لطالبي اللجوء.
ففي الوقت الذي تسعى فيه إلى جذب المهاجرين لسد نقص العمالة، تواجه صعوبة في توفير البنية التحتية والدعم اللازمين لاستقبالهم.
قد يتطلب الأمر من كندا اتخاذ نهجًا أكثر تكاملًا لإدارة تدفقات الهجرة، بما في ذلك الاستثمار في برامج التكامل والدعم الاجتماعي.