حرائق الغابات تهدد كندا من جديد: استعدادات مكثفة لموسم كارثي
حذر مسؤولون كنديون من أن البلاد قد تواجه موسم حرائق غابات كارثي آخر بعد حرائق العام الماضي التي لم يسبق لها مثيل.
وكشف المسؤولون عن ارتفاع غير طبيعي في درجات الحرارة وظروف الجفاف على نطاق واسع في جميع أنحاء كندا خلال فصل الشتاء الماضي.
وتشير توقعات الطقس إلى أنه يمكن لكندا أن تتوقع درجات حرارة أعلى من المعتاد خلال فصل الربيع والصيف أيضًا، مما يهيئ المشهد لحرائق الغابات.
وقال وزير الاستعداد للطوارئ الكندي، هارجيت ساجان، في مؤتمر صحفي: “مع ارتفاع الحرارة والجفاف في جميع أنحاء البلاد، يمكننا أن نتوقع أن يبدأ موسم حرائق الغابات في وقت مبكر وينتهي لاحقًا، وقد يكون أكثر شدة”.
كندا على أهبة الاستعداد لموسم حرائق الغابات القادم
عادةً ما يمتد موسم حرائق الغابات في كندا من مايو إلى أكتوبر.
وتحتضن كندا حوالي 9% من غابات العالم.
وقال ساجان إن موسم الحرائق العام الماضي كان الأكثر تدميراً على الإطلاق وفقا للسجلات.
وأضاف بأن أكثر من 6,000 حريق أتت على عشرات الملايين من الأفدنة من الأراضي في صيف كندا الماضي.
وتم إجلاء مئات الآلاف من الكنديين من منازلهم بسبب حرائق الغابات التي اجتاحت البلاد.
آثار حرائق الغابات الكندية لعام 2023
تصاعد دخان حرائق الغابات في كندا ليحجب رؤية مبنى إمباير ستيت في مدينة نيويورك يوم 7 يونيو 2023.
وغلف الدخان أجزاء من الساحل الشرقي ومنطقة الغرب الأوسط الأمريكية.
وفي يونيو الماضي، أصبح تلوث الهواء في مدينة نيويورك من أسوأ الحالات على مستوى العالم بسبب دخان الحرائق في كندا .
وأشار المسؤولون إلى أن الظروف الجوية القاسية في كندا عام 2023 تسببت بأضرار مؤمن عليها بقيمة تزيد عن 3.1 مليار دولار.
تستعد كندا حاليًا لموسم حرائق الغابات القادم، حيث تعمل الحكومة الفيدرالية بشكل وثيق مع الحكومات المحلية لمراجعة أحداث صيف العام الماضي.
ويعمل المسؤولون على تخطيط الاستعداد للطوارئ وتقييم المخاطر.
كما يركزون على الحصول على معدات إطفاء حرائق متخصصة وتدريب رجال الإطفاء.
وقال ساجان: “من المستحيل التنبؤ على وجه اليقين بالصيف الذي ينتظرنا، ولكن ما هو واضح أن الحرائق ستمثل تحديًا كبيرًا لكندا في المستقبل مع استمرار تأثيرات تغير المناخ في التصاعد”.
التصدي لتغير المناخ هو الحل
سلط مسؤولو الحكومة الضوء أيضًا على الحاجة إلى معالجة تغير المناخ.
وقال وزير البيئة وتغير المناخ ستيفن جيلبو في بيان: “أصبحت الأحداث المناخية المتطرفة مألوفة للغاية بالنسبة للكنديين حيث تؤثر على مجتمعاتنا.
وتكلف هذه الظواهر الكنديين وحكوماتهم مليارات الدولارات”.
وفقًا للبيانات الحكومية، تكلف تأثيرات المناخ حاليًا متوسط الأسرة الكندية 720 دولارًا في السنة.
ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى حوالي 2000 دولار في السنة بحلول عام 2050.
وقال جيلبو: “يجب أن نفعل المزيد للاستعداد لتأثيرات تغير المناخ، ويجب أن نسرع جهودنا المشتركة لوقف إضافة المزيد من تلوث الكربون إلى هذه الأزمة العالمية.
بعد موسم حرائق الغابات المذهل لعام 2023، نواجه مرة أخرى احتمال حدوث موسم آخر نشط لمثل هذه الحرائق هذا العام.
وهذا تذكير صار بأننا بحاجة إلى العمل معًا للحد من مخاطر تغير المناخ من أجل الحفاظ على سلامة المجتمعات الكندية”.
