الشعوب الأصلية بكندا

117

لعبت الشعوب الأصلية بكندا دورًا كبيرًا في إرساء أولى بوادر الحياة الجماعية للجنس البشري في هذا الجزء من العالم، إلى جانب ترك بصمة واضحة في التراث الإنساني والكندي بشكل خاص.

مع العديد من نظم الحياة وأساليب التكيف مع البيئة المحيطة، التي عدت إرثًا بشريًا تحفل به الأرض الكندية حتى يومنا هذا.

الشعوب الأصلية بكندا

يطلق اسم الشعوب الأصلية بكندا على كل من السكان الأوائل وشعب الاسكيمو بالإضافة إلى قبائل الملونين، ويعرفون أيضا باسم الاسكيمو والانويت والميتيس.

ويشكلون اليوم أقل من 5% من مجموع سكان كندا، وقد دخل نمط الحياة الحديث في أسلوب معيشتهم بشكل كبير، وأدى إلى تعديل طريقة عيشهم مع محافظتهم على الميزات الثقافية التي توارثوها.

ويملك السكان الأصليون لكندا تراثًا شعبيًا غنيًا متأثرًا بالبيئة الطبيعية المحيطة، يمتد إلى أصناف الطعام والطقوس الاحتفالية والأعياد بالإضافة إلى الأدب المنقول الشفهي، وقد تفاعلوا مع الغزاة الأوروبيين في المجالات المختلفة منذ وصولهم في القرن السابع عشر.

الشعوب الأصلية بكندا
الشعوب الأصلية بكندا

فئات الشعوب الأصلية

تتألف الشعوب الأصلية في كندا من ثلاثة أقسام رئيسية اتخذت من القسم الشمالي للبلاد موطنا لها، وامتلكت نظام حياة خاص بها، وهي:

  • شعب الانويت الذي استوطن الأراضي والمناطق المتجمدة في شمال كندا والتي دعيت انويت نونانجات، واعتمدوا على صيد الأسماك والحيوانات البرية في حياتهم.
  • بالإضافة إلى قبائل الشعب الأصلي التي اتخذت من جنوب القارة القطبية موطنًا لها، وعملوا بصيد الحيتان وتغذوا عليها بشكل أساسي، كما أنهم ابتكروا العديد من أساليب الحياة للتكيف مع البرودة الشديدة.
  • أما شعوب اﻹميتيين فهم أبناء أفراد الشعوب الأصلية الذين تزوجوا من المهاجرين الغزاة الأوائل، وقد استقروا في الغابات والبراري تحديدًا في أونتاريو.

لوحة اعلانية
الشعوب الأصلية بكندا
الشعوب الأصلية بكندا

 تاريخ الشعوب الأصلية

الشعوب الأصلية الكندية هي أول من استقر في البلاد، وابتكرت نظامًا حضاريًا يسخر موارد الطبيعة باحترام وذكاء.

  أشهر الأسماء في كندا

واستمر نموها وتزايد عدد أفرادها حتى وصلوا إلى مناطق واسعة من كندا، وقد اتبعوا بنية سياسية واقتصادية واجتماعية عالية الدقة قبل وصول الأوروبيين بوقت طويل.

وقد عانت هذه الشعوب بشكل كبير بعد الغزو الأوروبي، حيث أن المستوطنين الجدد عاملوا السكان الأصليين بعداوة ودموية.

لوحة اعلانية

وحاصروهم في مناطقهم وضيقوا عليهم الخناق، وعملوا على مصادرة أراضيهم، إلى جانب إجراءات القمع والاستبداد، وإصدار القوانين الرسمية التي تكرس الحد من شأنهم مثل نظام العبور، إضافة إلى القانون الهندي، الأمر الذي أثر سلبًا على مستوى المعيشة والصحة والتعليم.

شاهد أيضا: أهم المعالم السياحية في كندا

العيش المستقر والمحميات والحضارة التدريجية

سعت الحكومة الكندية لتوطين قبائل السكان الأصليين في مناطق خاصة بهم بهدف تسهيل اندماجهم مع باقي مكونات المجتمع.

إلا أن هذه الخطوة انقلبت إلى خلق نظام معسكر مغلق للسكان يحد تحركاتهم في مناطق الصيد والانتقال، وقد حاولت الحكومة دفعهم للعمل بالزراعة للسبب ذاته.

وتم إصدار قانون الانتخابات الكندية الذي يمنح أبناء الشعوب الأصلية حق التصويت إلى جانب إزالة لقب الشعب الأصلي عنهم.

وذلك بهدف دمجهم ضمن بنية المجتمع، إضافة إلى المحاولات العديدة لنشر الديانة المسيحية بينهم، ومحو أثر موروثاتهم الثقافية بغية إزالة انتماءاتهم السابقة.

لكن كل هذه الجهود لم تحقق الهدف المرجو منها، واستغرق الأمر زمنًا طويلًا لنقل الشعوب الأصلية إلى مرحلة الاستقرار المدني.

العيش المستقر والمحميات والحضارة التدريجية
العيش المستقر والمحميات والحضارة التدريجية

لغة الشعوب الأصلية في كندا

تتعدد لغات الشعوب الأصلية لتشمل 53 لغة منطوقة ولهجة محكية، وتعتبر اليوم هذه اللغات مهددة بالانقراض بشكل خطر، ويتكلم لغة كري والأوجيبوا والأنكتيتوت الغالبية العظمى من السكان الأصليين.

والتي ترجع إلى العائلات اللغوية الأقوى الألغونكوية والأثاباسكانية والأنكتيتوتية، وتعد بعض هذه اللغات رسمية في عدة مقاطعات كندية.

مثل مقاطعة نانافورت التي اتخذت من اللغة الانكتيتوتية لغة رسمية فيها إلى جانب اللغتين الإنكليزية والفرنسية، بالإضافة إلى الأقاليم الشمالية الغربية التي جعلت من لغات شيبويان وكري وغوتشن والانويتية الأصلية رسمية فيها أيضًا.

  امرأة تقاضي أشهر سلسلة قهوة بكندا بسبب كوب شاي ساخن