هيلين ماسالم: رائدة عالمية في مجال التمريض

27

كانت هيلين كاثلين ماسالم (1915-2012) ممرضة ومصلحة ومُديرة تربوية رائدة، تركت بصمة واضحة ليس فقط في مجال التمريض بكندا بل على مستوى العالم.

نشأتها وبداية مسيرتها المهنية

ولدت هيلين ماسالم عام 1915 في مدينة برينس روبيرت بكندا، لأبوين مهاجرين من لبنان.

بعد تخرجها من برنامج تدريبي للتمريض في مستشفى فانكوفر العام عام 1937، عملت هناك في غرف العمليات والوحدات الجراحية.

ألهمتها برامج تدريب الممرضات المجتمعيات التي شاركت فيها، لتسعى وراء مهنة التمريض.

خدمة التمريض في الحرب العالمية الثانية

خلال الحرب العالمية الثانية، انضمت ماسالم إلى سلاح التمريض في الجيش الكندي الملكي برتبة ملازم أول.

وقد خدمت في مستشفيات ميدانية في فرنسا وألمانيا، وكانت مسؤولة عن غرفة العمليات على الرغم من عدم خبرتها السابقة في الإشراف.

حصلت على تسعة أوسمة تقديرا لخدماتها، لتصبح بذلك الممرضة الأكثر نيشانا للأوسمة في القوات المسلحة الكندية خلال الحرب العالمية الثانية.

التعليم العالي والمساهمة في إصلاح تعليم التمريض

بعد الحرب، استخدمت ماسالم المنح التعليمية التي حصلت عليها لاستكمال دراستها، حيث حصلت على بكالوريوس في التمريض من جامعة ماكجيل عام 1947، ثم ماجستير الآداب في التمريض من جامعة كولومبيا عام 1950.

وأخيرا حصلت على درجة الدكتوراه في تعليم التمريض من نفس الجامعة عام 1962، لتصبح بذلك أول ممرضة كندية تحصل على هذه الدرجة العلمية الرفيعة.

أجرىت دراسة استقصائية شاملة حول مدارس التمريض في كندا عام 1957، وكشفت نتائج الدراسة عن ظروف ومعايير تعليمية متردية في العديد من المدارس.

وأوصت الدراسة بإجراء إصلاح شامل للنظام، بما في ذلك نقل تدريب الممرضات من المستشفيات إلى مؤسسات ما بعد الثانوية الرئيسية. وقد ساهمت هذه الدراسة بشكل كبير في إصلاح نظام تعليم التمريض في كندا وارتقاء مهنة التمريض.

لوحة اعلانية

العمل مع الجمعية الكندية للممرضات ومنظمة الصحة العالمية

في عام 1963، أصبحت ماسالم المديرة التنفيذية بالإنابة للجمعية الكندية للممرضات، واستمر عملها هناك حتى تقاعدها عام 1981.

  الفحص الأمني الكندي للمهاجرين.. كل ما تحتاج إلى معرفته

وخلال فترة ولايتها، تحسنت ظروف العمل للممرضات وساهمت في تطوير مهنة التمريض من خلال تحسين وتوحيد التعليم.

كما أسست مكتبة التمريض الوطنية التي أعيدت تسميتها لاحقا باسم مكتبة هيلين كيه ماسالم تقديرا لجهودها في هذا المجال.

عملت ماسالم أيضا كمستشارة في مجال التمريض في نحو 40 دولة حول العالم، بما في ذلك العمل مع منظمة الصحة العالمية لأكثر من عشر سنوات.

وساهمت في إنشاء وتحسين مدارس التمريض في غرب إفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي وغيرها.

لوحة اعلانية

إنجازات و تكريمات عالمية

لم يقتصر تأثير هيلين ماسالم على كندا فحسب، بل امتد ليشمل المجتمع الدولي للتمريض. حيث حصلت على العديد من الجوائز والأوسمة العالمية تقديرا لإنجازاتها ومنها:

 • وسام فلورنس نايتنجيل من الصليب الأحمر الدولي (1981)

 • رفيقة وسام كندا (1992)

 • دكتوراه فخرية في الحقوق من جامعة ماكجيل (2006)

 • جائزة الليدي إيشبل أبردين من المجلس الفيكتوري للممرضات بكندا (2007)

تُعتبر هيلين ماسالم من رواد التمريض على مستوى العالم، فقد ساهمت بشكل كبير في إصلاح تعليم التمريض وارتقاء مهنة التمريض في كندا والعالم، تاركة إرثا عظيما سيستفيد منه أجيال من الممرضات في المستقبل.