في خطوة تهدف إلى مساعدة الشباب الكنديين على دخول سوق العقارات، أعلنت الحكومة الكندية عن تمديد فترة سداد الرهن العقاري للمشترين لأول مرة على المنازل الجديدة.
بدءًا من 1 أغسطس 2024، سيتمكن المشترون لأول مرة من سداد قروض الرهن العقاري الخاصة بهم على مدى 30 عامًا بدلاً من 25 عامًا.
زيادة القدرة على تحمل التكاليف وتشجيع العرض الجديد
صرّحت وزيرة المالية الكندية كريستيا فريلاند للصحفيين في تورنتو أن هذا التغيير، والذي سيتم اقتراحه في ميزانية الحكومة الفيدرالية المقبلة، سيساعد الشباب على تحمل تكلفة أقساط الرهن العقاري الشهرية وسيشجع أيضًا على زيادة المعروض من المنازل الجديدة.
يختلف نظام الرهن العقاري في كندا عن بعض البلدان الأخرى مثل الولايات المتحدة.
في كندا، تخضع أسعار فائدة قروض الرهن العقاري للتجديد كل ثلاث أو خمس سنوات خلال فترة الاستهلاك المحددة، بينما في الولايات المتحدة، تظل أسعار الفائدة الثابتة للمساكن سارية على كامل مدة القرض الأصلي.
معالجة تحديات سوق الإسكان الكندي
شهدت كندا ارتفاعًا حادًا في أسعار الفائدة منذ عام 2022، مما أدى إلى زيادة أعباء الديون على مالكي المنازل الكنديين.
واضطرت بعض الأسر إما إلى تمديد فترة الرهن العقاري للحفاظ على استقرار أقساط الدفع الشهرية، أو زيادة قيمة هذه الأقساط.
بالإضافة إلى ذلك، أدى عدم التوازن بين العرض والطلب إلى تفاقم التحديات التي تواجه المشترين لأول مرة، في حين أصبحت البنوك الكبرى أكثر تحفظًا في ممارسات الإقراض الخاصة بها بعد زيادة مخصصاتها للديون المعدومة بشكل مطرد لتغطية القروض والرهن العقاري غير المسددة.
وأوضحت فريلاند أن “تمديد فترة الاستهلاك سيجعل أقساط الرهن العقاري الشهرية أكثر تكلفة للشباب الكنديين الذين يرغبون في امتلاك منزل لأول مرة”.
زيادة حد سحب خطة تملك المنازل
بالإضافة إلى تمديد فترة الاستهلاك، تقترح الميزانية أيضًا زيادة حد السحب لخطة تملك المنازل (Home Buyers’ Plan) والتي تسمح للكنديين بسحب الأموال من خطة مدخرات التقاعد المسجلة (RRSP).
سيتم رفع هذا الحد من 35,000 دولار كندي إلى 60,000 دولار كندي، مما يسهل على الشباب توفير مقدم الشراء.
آراء حول سياسة الإقراض الجديدة
بينما يرحب البعض بهذه الخطوة الحكومية، يجادل آخرون بأن تمديد فترة الاستهلاك، على الرغم من أنه قد يخفض المدفوعات الشهرية، إلا أنه قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنازل، مما يعوض عن المكاسب في القدرة على تحمل التكاليف.
كما أشار روب جيليزو، أستاذ الاقتصاد بجامعة تورنتو، على منصة التواصل الاجتماعي (سابقًا Twitter)، إلى أن هذا التغيير في السياسة سيؤدي إلى نقل الثروة من الشباب الكنديين والمهاجرين الجدد إلى الكنديين الأكبر سنًا والأكثر ثراءً.
ويرى أن هذه الخطوة “هي جزء من سلسلة طويلة من التغييرات في السياسة الفيدرالية منذ عام 2015 والتي ركزت على الرسائل السياسية بشأن الإسكان بينما أدت فعليًا إلى تفاقم أزمة الإسكان من خلال زيادة الطلب”.
كلمة أخيرة
تعد هذه الخطوة الحكومية الجديدة جزءًا من جهود أوسع لمعالجة سوق الإسكان الكندي المعقد.
ومن المتوقع أن يثير هذا التغيير جدلاً مستمرًا، حيث يراقب الخبراء تأثيره على القدرة على تحمل التكاليف والعرض والطلب في سوق الإسكان الكندي.