في تطور مثير للقلق، تم تسجيل أول إصابة بشرية بفيروس (H5N1) المعروف بأنفلونزا الطيور، في كندا.
المريض هو شاب من مقاطعة بريتيش كولومبيا نُقل إلى المستشفى بعد تشخيص أولي بالإصابة بالفيروس.
يُعتقد أن العدوى قد تمت بسبب تعرضه للطيور البرية، لكن لا تزال الاختبارات جارية للتأكد من ذلك.
وصرحت الدكتورة بوني هنري، المسؤولة الصحية في المقاطعة، قائلة: “نحن نشارك هذا الشاب وعائلته مشاعر الدعم في هذه الفترة الصعبة.
هذه حالة نادرة، ورغم أنها الأولى من نوعها في بريتيش كولومبيا وكندا، فإن هناك عددًا قليلًا من الحالات المسجلة في الولايات المتحدة ودول أخرى، لذا نقوم بإجراء تحقيق شامل لفهم مصدر العدوى بشكل كامل هنا في بريتيش كولومبيا”.
تم التواصل مع جميع المخالطين القريبين من المصاب، وتجري تحقيقات لمعرفة كيفية انتقال العدوى إليه.
تجدر الإشارة إلى أن كندا كانت تجري اختبارات على الطيور البرية، وقد تم العثور على سلالات مشابهة من الفيروس في الولايات المتحدة واليابان، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على الفيروس في إنسان داخل كندا.
يُذكر أن الحالة الحالية هي الثانية في تاريخ كندا بعد وفاة مسافر عائد من الصين في عام 2014 بسبب الفيروس.
انتشار فيروس (H5N1) في الولايات المتحدة ودول أخرى
منذ مارس 2024، أكدت وزارة الزراعة الأمريكية انتشار الفيروس في 440 قطيعًا من الأبقار عبر 15 ولاية أمريكية، مع استمرار تفشيه.
كما تم اكتشاف الفيروس في 45 قطيعًا من الدواجن التجارية و30 قطيعًا منزليًا.
بينما كانت كندا تُجري اختبارات على الحليب والمواشي، لم يتم تسجيل حالات إصابة مؤكدة بالسلالة نفسها من الفيروس الموجودة في الولايات المتحدة في مزارع الأبقار أو الدواجن بكندا.
معلومات من منظمة الصحة العالمية
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تم اكتشاف 903 حالات إصابة بفيروس (H5N1) في البشر منذ عام 2003 عبر خمس دول.
من هذه الحالات، كانت 464 حالة مميتة، مما يجعل معدل الوفيات حوالي 51%.
لكن يُعتقد أن هذه النسبة قد تكون مبالغ فيها، لأن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض حادة هم الأكثر عرضة للذهاب إلى المستشفى وإجراء الاختبارات.
تتشابه العديد من أعراض فيروس H5N1 مع عدوى فيروسية أخرى مثل الأنفلونزا وكوفيد-19، مما يعني أن بعض الأشخاص قد لا يدركون إصابتهم بالفيروس.
الحالة الأولى في الولايات المتحدة
تم تسجيل أول حالة للإصابة بالسلالة الحالية من الفيروس في الولايات المتحدة في أبريل 2024، ووصل العدد إلى 44 حالة حتى الآن بحسب مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي (CDC).
يُعتقد أن معظم هذه الحالات قد انتقلت بسبب الاتصال مع أبقار مصابة أو مزارع دواجن أو طيور برية.
ومع ذلك، يُرجح أن يكون هذا الرقم أقل من الواقع، حيث قد تمر العديد من الحالات دون اكتشافها.
في وقت سابق من هذا الشهر، تم الكشف عن الفيروس من خلال اختبارات مياه الصرف الصحي في إحدى مقاطعات لوس أنجلوس، مما يشير إلى أن العدوى البشرية قد تكون أكثر انتشارًا مما يُعتقد.
ما هو فيروس (H5N1) وكيف تحدث العدوى؟
فيروس (H5N1) هو نوع من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الطيور بشكل رئيسي، لكنه قد ينتقل إلى البشر في حالات نادرة.
تحدث العدوى عندما يتعرض الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر لطيور مصابة أو فضلاتها.
يمكن أن تنتقل العدوى من خلال ملامسة الريش الملوث أو استنشاق جزيئات من فضلات الطيور.
حتى الآن، لم تُثبت فعالية انتقال الفيروس من إنسان لآخر بشكل كبير، وهو ما يقلل من خطر حدوث جائحة.
الوقاية من فيروس (H5N1)
تشمل تدابير الوقاية غسل اليدين بشكل منتظم بالماء والصابون، تجنب التعامل المباشر مع الطيور البرية أو المزارع غير المراقبة، وارتداء معدات الحماية الشخصية عند التعامل مع الطيور في البيئات الموبوءة.
كما يُنصح بتجنب تناول لحوم الطيور غير المطهية جيدًا والبيض النيئ.