ارتفاع حالات اختفاء مضيفات الطيران في كندا.. فما القصة؟

65

في حادثة جديدة من نوعها، اختفت مضيفة طيران تابعة للخطوط الجوية الباكستانية الدولية (PIA) بعد وصولها إلى مطار تورنتو بيرسون الدولي في كندا، لتنضم إلى قائمة طويلة من موظفي شركة الطيران الذين اختاروا البقاء في البلد الغربي بدلا من العودة إلى وطنهم.

وكانت مريم رضا، التي كانت جزءا من طاقم الرحلة PK 782 من إسلام آباد إلى تورنتو، قد تركت زيها الرسمي في غرفتها مع ملاحظة كتبت فيها “شكرا لك PIA”، وهي عبارة تعبر عن امتنانها لشركة الطيران التي منحتها فرصة السفر إلى كندا، وربما أيضا عن رغبتها في الانفصال عنها.

وكان من المفترض أن تعود مريم إلى باكستان في اليوم التالي على متن الرحلة PK 784، لكنها لم تظهر لأداء واجباتها، مما دفع الرحلة إلى المغادرة بدونها.

ولم يتم العثور على أي أثر لها منذ ذلك الحين.

وهذه ليست حالة فردية، بل جزء من نمط متكرر لاختفاء مضيفي طيران الخطوط الجوية الباكستانية في كندا خلال الأشهر القليلة الماضية.

ووفقا للمتحدث باسم شركة الطيران، عبد الله حفيظ خان، فإن ما لا يقل عن ستة من أفراد طاقم الطيران قد اختفوا في كندا خلال عام 2023.

ومن بينهم مضيفة الطيران فايزة مختار، التي اختفت في 19 يناير بعد هبوط رحلة PK 781 في تورنتو، واثنان آخران قد فشلا في الإبلاغ عن رحلتهما التالية في أواخر ديسمبر بعد وصولهما إلى تورنتو من لاهور.

ويعتقد أن هؤلاء المضيفين قد تقدموا بطلبات لجوء في كندا، والتي تعتبر واحدة من أكثر الدول تسهيلا لقبول اللاجئين في العالم.

وبحسب لوائح الهجرة وحماية اللاجئين الكندية، فإن الرعايا الأجانب لا يحتاجون إلى تأشيرة إقامة مؤقتة إذا كانوا يسعون للدخول إلى كندا والبقاء فيها كأحد أفراد طاقم الطائرة.

  معلومات عن يوم فيكتوريا

وقد أثارت هذه الحوادث موجة من الانتقادات والاستنكار في باكستان، حيث اعتبر البعض أنها تمثل خيانة للوطن وعدم ولاء لشركة الطيران التي توفر لهم فرص عمل وسفر.

وقد طالب البعض باتخاذ إجراءات قانونية ضد المختفين ومحاسبتهم على تصرفاتهم.

ومن جانبه، قال خان إن شركة الطيران تسعى إلى التعاون مع وكالات إنفاذ القانون في كندا للتحقيق في هذه الحالات ومنع تكرارها.

وأضاف أن شركة الطيران حاولت أيضا منع هذه الظاهرة من خلال رفع الحد الأدنى لسن المضيفين المسافرين إلى كندا وإنشاء وحدة تحقيق خاصة للتعامل مع هذه الحالات.

ومع ذلك، فإن خان أكد أن هذه الحالات ليست فريدة من نوعها لشركة الطيران الباكستانية، بل هي ظاهرة شائعة في جميع أنحاء جنوب آسيا والدول النامية الأخرى، حيث يبحث الكثيرون عن حياة أفضل في الغرب.

لوحة اعلانية

وقال خان: “ليس هناك فشل من جانب شركة الطيران حيث حاولنا بذل أقصى الجهود الممكنة للحد من ذلك، ومع ذلك، فإن قوانين كندا ليبرالية للغاية لدرجة أن هذه الإجراءات تصبح ذات فعالية عكسية”.

وأوضح أن العديد من المضيفين يعانون من ضغوط العمل والمشاكل المالية والأسرية في باكستان، ويرون في كندا فرصة للهروب من هذه المشاكل والحصول على حقوق وحريات أكبر.

وقال: “نحن نفهم أن هذا هو حلمهم، ولكن نحن نأمل أن يدركوا أيضا أنهم يتركون وراءهم وطنهم وعائلاتهم وزملاءهم، وأنهم يخسرون احترامهم وثقتهم”.