“شوكولاتة” .. فيما يبدو أنه تأكيد على أهمية اللاجئين واندماجهم في المجتمعات التي يعيشون فيها، وتحقيقهم قيمة مضافة لجميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية وغيرها، قدمت زعيمة حزب الخضر الكندي، إليزابيث ماي قطعة “شكولاتة” من إنتاج عائلة سورية كندية إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال زيارته إلى كندا.
وتسلط لفتة المسؤولة الكندية الضوء على قصة نجاح لاجئين فروا من ويلات الحرب في بلدهم، وأعادوا افتتاح شركتهم لصناعة الشوكولا في العام 2016، والتي أطلق عليها “السلام بالشوكولاتة” وفقا للتسمية التي اختارتها عائلة حداد المنتجة للشوكولا الهدية.
وبدأت العائلة بتصنيع نوع واحد من الشكولاتة في مطبخ المنزل وبيعها في سوق المزارعين المحليين بعد لجوءها لكندا بسبب الحرب في سورية، وبعد حوالي سبع سنوات، أصبح لديهم أكثر من 250 منتجا من منتجات الشوكولاتة، التي تجمع بين النكهات السورية والكندية.
وتدير عائلة حداد حاليا متجر في أنتيغونيش، وموقعا رئيسيا في هاليفاكس، كما تحولت قصة نجاح العائلة إلى فيلم روائي طويل، كما دفعت مبادرة ماي وسائل الإعلام الدولية غلى تسليط الضوء مجددا على العائلة، رغم اهتمامها بها في وقت سابق، بوصفها قصة نجاح ملهمة حقيقية.
وأشار حداد الذي تواجد في أوتاوا لحضور زيارة الرئيس الأمريكي، إلى أنه فوجئ بهدية زعيمة الخضر لبايدن، حيث عبر عن سعادته بأن تكون شوكلاتة عائلته هي الهدية المفضلة التي اختارتها الزعيمة السياسية للرئيس.
وكتب حداد، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “إنها حقا لحظة فخر لعائلتنا وشعب أنتيغونيش”.
وأكد متحدث باسم ماي إنها اشترت الشوكلاتة خصيصا لتقديمها لبايدن خلال الزيارة، واحتفظت بها منذ نحو أسبوع. لتكون “شوكولاتة” من صناعة عائلة سورية لاجئة في كندا تشكل رسالة من سياسية كندية لبايدن.
وكانت زيادرة بايدن بقصد الوصول إلى اتفاق جديد حول اللاجئين غير الشرعيين ومكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث نص الاتفاق على أن تستعيد الولايات المتحدة المهاجرين غير الشرعيين العابرين من أراضيها إلى كندا، مع تعهد كندا باستمرار استقبال لاجئين جدد!
كما عبر حداد عن أمله في أن تجعل “الشوكلاتة” الرئيس بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن يفكران في قصة عائلته، وتأثير الرعاية الكبيرة واللطف الذي عوملو به من سكان نوفا سكوتس والكنديون عامة، مؤكدا أن نجاح عائلته كان “من خلال منحنا فرصة ثانية بعد أن أغلق العالم حدوده”.
وكانت كندا قد استقبلت أكثر من 35 الف لاجئ سوري، كما أعلنت عن خطط جديدة لاستقبال أعداد أخرى من اللاجئين في ظل قبول نسبة من السكان ورضاهم وتخوف آخرين.
كما كان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قد أرسل تحية إلى لاجئ لبناني كان قد زار مخبزه في وقت سابق، وأرفق ترودو تغريدته على تويتر بصورة للزيارة في قلب المخبز، وصورة أخرى له مع صاحب المخبز، ليؤكد على نجاح الاجئين وقدرتهم على النهوض بالأعمال في البيئة المحفزة الجديدة.