برنامج تأشيرة الإقامة المؤقتة لكندا: مساعدة عائلات غزة المحاصرة أم عبء بيروقراطي؟

9

في ظل الحرب القائمة في غزة، يواجه العديد من الفلسطينيين أوضاعًا إنسانية مروعة، ففي يناير 2024، أعلنت الحكومة الكندية عن برنامج تأشيرة الإقامة المؤقتة لمساعدة 1000 من أفراد العائلات الممتدة للمواطنين الكنديين والمقيمين الدائمين في كندا على الخروج من غزة.

بدا البرنامج بمثابة بارقة أمل لعائلات تعاني من ويلات الحرب، لكن سرعان ما تحول إلى خيبة أمل.

فبعد مرور ثلاثة أشهر على إطلاقه، لم يتمكن أي فرد من أفراد العائلات المستهدفة من دخول كندا من خلال هذا البرنامج.

عوائق بيروقراطية وغياب الشفافية

يواجه برنامج تأشيرة الإقامة المؤقتة العديد من التحديات البيروقراطية التي تُعيق تقدمه.

ويتطلب البرنامج من أفراد العائلات في كندا تقديم قائمة بأسماء وتواريخ ميلاد أفراد العائلة في غزة، ثم تمنح وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) رمزًا لكل اسم مقدم.

بعد ذلك، يمكن للراعي بدء عملية التقديم التي تتطلب معلومات خلفية شاملة واختبارات بيومترية.

يُعد الحصول على الرمز عملية شاقة وبطيئة، لدرجة أن بعض أفراد العائلات في غزة قد ماتوا وهم ينتظرون استلامه.

يُضيف إلى ذلك نقص الشفافية في عملية التقديم.

فوفقًا لعمر عمر، مقيم دائم في كندا، لم يتلق أي رمز واحد لأي من أفراد عائلته البالغ عددهم 18 فردًا، على الرغم من تقديمه طلبًا في 9 يناير، وهو اليوم الأول لفتح البرنامج.

مطالب بإصلاحات جوهرية

طالب أفراد العائلات الذين التقوا بوزير الهجرة الكندي مارك ميلر هذا الأسبوع بإصلاحات جوهرية على البرنامج، تشمل:

  • إزالة الحد الأقصى لعدد 1000 شخص.
  • إلغاء شرط الحصول على رمز للتقديم.
  • توسيع الأهلية لتشمل الفلسطينيين خارج غزة.
  • تقليص أسئلة الخلفية المرهقة في الطلب.
  • التفاوض مع وكالات خاصة لمساعدة العائلات على الفرار من غزة.

يُجادل أفراد العائلات بأن متطلبات البرنامج غير ضرورية وتعسفية، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة في غزة.

لوحة اعلانية

مقارنات مع عمليات الإجلاء السابقة

أشرف وزير الخارجية الكندي السابق بيتر ماكاي على عملية إجلاء 15000 كندي من لبنان عام 2006 بعد اندلاع العنف بين إسرائيل و حزب الله.

  العمل في كندا والمهن المطلوبة

يقول ماكاي إنه واجه مخاوف أمنية مماثلة مع إجلاء لبنان، لكن تمكنت حكومته من تجاوزها دون تعريض الناس للخطر.

دعوات لتوسيع البرنامج

يُشير جون ألين، الذي شغل منصب سفير كندا لدى إسرائيل من عام 2006 إلى عام 2010، إلى أن أفراد العائلات من غزة المحاصرين حاليًا في بلدان ثالثة هم “لاجئون” في الأساس، ويمكن بسهولة توسيع البرنامج ليشمل

مستقبل البرنامج غير واضح

لوحة اعلانية

على الرغم من تعهدات وزير الهجرة الكندي مارك ميلر بمتابعة هذه المسألة بجدية، إلا أن مستقبل برنامج تأشيرة الإقامة المؤقتة غير واضح.

يُواجه البرنامج معارضة من بعض الجهات التي تتهم الحكومة الكندية بالتغاضي عن رشاوى محتملة على الحدود المصرية.

يُمثل برنامج تأشيرة الإقامة المؤقتة لكندا قصة مأساوية تُظهر البيروقراطية المعقدة وصعوبات إجلاء الأشخاص من مناطق النزاع.

في حين أن البرنامج يهدف إلى مساعدة عائلات غزة المحاصرة، إلا أنه واجه العديد من التحديات التي أدت إلى عدم فعاليته.

تحتاج الحكومة الكندية إلى إجراء إصلاحات جوهرية على البرنامج وإظهار المزيد من الشفافية والتصميم إذا كانت تريد حقًا مساعدة هذه العائلات على الفرار من أهوال الحرب وإعادة توحيدهم مع أحبائهم في كندا.

المصدر: cbc